المشاركة .. الشفقة

هناك مثل هندي أعجبني عمق معناه وهو " إذا شئنا أن نفهم إنسان أخر ، علينا أن ننتعل حذاءه ونسير فيه مسافه ميل "
ولكنني أرغب في إضافة جزء أخر الي هذا المثل وهو أنه لا يمكنني إنتعال حذاء الشخص الأخر إلا إذا تخليت أنا عن حذائي أولا ...
فعلينا لتطبيق ذلك أن نتحرر .. نتجرد من ذواتنا لنتمكن من الإصغاء إلي الأخر وإلي الولوج إلي عمق ذاته والوعي لما يدور في نفسه .. ولكن هذا الامر غاية في صعوبة تطبيقه .. لكن التمرس علي الاصغاء بعمق يساعد في نهاية المطاف من تحقيق ذلك بنجاح .. تلك هي الأمور التي لا يقدرها سوي .. الأهل ، الأصدقاء وأيضا أحيانا الغرباء .
ولكن الإصغاء وحده لا يكفي ولا يقتصر علي الحاجة إلي الاجابة بسطحية عما يقوله الأخر لك
فغالبا ما نقارن بين الشعور الصادق مع الأخر من جهه وبين اللامبالاة والشفقة من جهة أخري .. ففي الشفقة انت تشارك الأخر  في شعوره والامه ولكن من منظورك انت الشخصي .. لذلك نجد أن الشفقة موقف مرفوض في بعض الأحيان وكذلك اللامبالاة هي اشبه بالأبواب المغلقة وكأنك تقولك للأخر " ما أنت عليه الأن لا يهمني " وهذا الأمر يكون جارحا ومؤلما الي اقصي الحدود .
أما الشعور الصادق مع الأخر فتشاركه ذاته وفي عمق خبراته الشخصية وأفكاره ومشاعره ومواقفه .. أي إنك تحاول أن تضع نفسك مكانه .. وتحاول أن تعيش الخبرة التي يمر به هو  
ان الولوج في عمق كيان الأخر حيث يصبح لهذا الكيان صدي حقيقي في نفسك انت ايضا .. بالطبع هي قدرة من قدرات عديدة في التواصل بين الناس .. فالشعور الصادق يحتم علي كل منا أن يعي تماما غيرية الأخر وفرادة كل إنسان وأن ندع جانبا غرائزنا الشخصية والمقاييس التي نقيس بها الامور ..
فهذا الشعور الصادق يشكل القدرة الأهم التي ترتكز إليها عملية الإصغاء إلي الأخر .


Translate