عنهم وعني أتحدث ..

عندما يجبرنا الحزن والإحباط عن الخروج عن صمتنا والبوح بمكنونات روحنا  في محاولة للخروج عن سيطرة أرواحنا علينا  .. عن الذين نتخلي أمامهم عن قوتنا .. عن الذين نتسائل أمامهم ما الذي يغرينا حقاً بأن نبوح لهم بما داخلنا ومكنونات روحنا بل ومشاركتهم  لها  تري هل للطمع في التعاطف أم مشورة  أم هو أبعد من ذلك !!!!
عنهم أتحدث ...
عن الذين نلقي كل منا أقنعته جانباً ويظهر كل منا كما هو .. اننا بحاجة إلي أن نعيش حقيقة ذواتنا
عن الذين يتقبلوننا كما نحن . فنشعر بالحرية والأمان والاطمئنان ونشوة الحقيقة في أن واحد معهم
عن الذين تصبح  العلاقة بيننا وبينهم مبنية علي الصدق  والصراحة  .. ففي أغلب الأوقات ما نعيش في خشية وخوف من أن نكون ذواتنا ونغرق في كثير من الألم الذي نشعر به عندما نقدم علي ذلك
 وذلك يذكرني بنفسي عندما أشعر بألالام مبرحة بأسناني وقد أعيش ألاما أعمق من تلك التي أشعر بها أنا أفكر في ما قد أشعر به  و أنا في الكرسي أمام طبيب الأسنان  L  .. بإختصار ( هم المشكلة غالبا ما يكون أكبر منها ) .
عن الذين نخبرهم بحقيقتنا  ويخبروننا بحقيقتهم وتسود الشفافية  والصدق فيما بيننا .. أنذاك يتبدد الخوف الذي فيك مني فلا تشعر بعد أن فيك حاجة إلي تصورني علي غير ما أنا عليه . ستعرف أنني من الذين يخطئون وأنه لا حاجة بي إلي أن أخفي عنك ما في نفسي من ضعف  . إن بعضا مني  يشعر بالأمن والبعض الأخر في شك .. أعيش في الحب  والبعض الأخر مني في الأنانية .. أثق بنفسي أحيانا وأحيانا أخري أشعر بالتوتر والاضطراب .. أفخر بما أنا عليه ولكن أعي وأحرص علي أن يبقا التواضع ضروري في حياتي  ..أدرك بأهمية تقلب الحياة بهذه الطريقة ولكن علي أن أعي ما البعض الذي أشعر فيه أكثر بصدق ذاتي
إن الانسان الذي قرر أن يكون صادقا في تعاطية مع الأخرين يوفر علي نفسة جهد كبير والذي تفرضه عليه كبت مستمر للمشاعر أو أن يري نفسة مرغما علي اللجوء الي الحيل والأقنعة إنه يقوم بأطول رحلة في حياته وهي الرحلة داخل ذاته
فمن السهل أن يبوح كل منا للأخر بحقيقة ما هو علية بعبارات بسيطة  ( هذه هي حقيقة ما أنا علية لا أكثر ولا أقل . فلا أجهد لأظهر لك ما تود أن تراه بل سوف أكون ذاتي وأظهر حقيقة ما أنا علية ) ففي الصدق عدوي وذلك هو كل ما هو انساني .. ولكن للصدق ثمن باهظ وهو أن أخرج من عزلتي لأنفتح معك بصدق ولابد أنك ستبادلني الموقف نفسه .
إن الضعف الذي أقصده هنا هو المخاوف التي بداخلنا والأخطاء التي نرتكبها كل يوم وبعض الألام التي عايشناها وردات الفعل المخجلة أحيانا والمخذية أحيانا أخري  .. هذه الأمور التي ولابد أن نواجهها في نفوسنا ونشرك فيها شخص أخر ( نثق به ونرتاح إلية )
قرأت قبل ذلك جملة أعجبتني كثيرا تقول ( الأشخاص هبات من الله ) أشعر بميل إلي بعضهم أكثر من البعض الأخر منهم قد تشوه من جراء القسوة ولكن الغلاف ليس بالهدية وهذا الأمر مهم علينا الانتباه اليه إذ أن من السهل جدا أن نخطئ في هذا الجزء فنحكم علي الغلاف وكأنه هدية  .. بعض الهدايا يسهل نزع الغلاف عنها  .. ولكنك حينما تريد نزع بعض الأغلفة الأخري قد تحتاج الي مساعدة .. قد يكون الخوف هو السبب في خروج بعضنا من عزلته ووحدته  .. وقد يكون السبب في خبرة مؤلمة يخاف الانسان أن يعيشها من جديد  . فأنا شخص , وأنت شخص أخر وضع الله فينا فضائل  ومع  ذلك نخشي أحيانا أن ننظر إلي داخل الغلاف ربما يكون السبب الخوف في أن يخيب أملنا  من جديد !!! 

فعنهم وعني كنت أتحدث ..... 

Translate