الفقد

هناك من عاشوا بحياتنا .. قد تكون فترات طويلة وقد تكون فترات قصيرة ولكن مؤثرة بقدر الفترات الطويلة .. ثم قست علينا الدنيا واإختطفتهم من حياتنا دون سابق إنذار ومنهم من أجبرتهم الدنيا علي هجرنا تهجيراً إجبارياً  .. ولكن تري هل الرحيل هو رحيل الجسد فقط ؟
بعد حين تكتشف أنهم لم يرحلوا .. نعم رحلت أجسادهم فقد ولكن ليس ذلك هو معني الرحيل .. لأن الرحيل ليس رحيل الجسد .. فتبقي أرواحهم وقولبهم معنا تعيش وتحيا معنا في كل الأزمنة والأمكنة وفي كل لحظات عمرنا .. ففي كل موقف نتذكرهم .. كل ما يقولون كل ما يفعلون .. ضحكاتهم وإبتسامتهم .. ألمهم و بكائهم ويلاحقنا معهم ألم الفراق والفقد  .. تعلمت منهم الكثير وحينها لم تندم علي وجودهم في حياتك يوما ما لأنهم أضافوا لحياتك بالطبع لونا جميلا  بقدر ما تحمل لهم اليوم من ألم ووجع وفاجعة علي فراقهم  
ولكن هم هنا الأن معنا في قلوبنا وعيوننا وأرواحنا التي نحيا بها في هذا العالم الكئيب بدون أرواحهم ..
عندما نشتاق إلي أحدهم فنرجو من الله أن يمن عليها بنعمة رؤيتهم بالأحلام ولكن لا تهدأ قلوبنا بعدها أبدا ولكن يشتد الألم وهذا هو الوجع الأكبر

ان من اعتاد الفقد وإقترب من رائحة الموت هو من يشعر الأن  بالحياة  .. إذا رحل عنك انسان عزيز يبدأ الانسان في التعود  ويدرك  حقيقة الموت .. لانة هو الحقيقة في هذا العالم ..  فحينها لا يخاف ذلك الانسان من الموت وبذلك يصبح هذا الانسان ينعم  بحالة هي أشبه بالزهد  لا يخاف ولا يقلق  وإنما  هي ( نهاية الخوف ) .. الخوف من أي شئ .. الخوف من الفقد .. الخوف من الوجع والألم .. والخوف من الموت . 

إشارات

عن الذين يشبهوننا
في الأحلام .. في الخيال .. في الواقع .. في الكتب
قد نحلم بهم دون أن نراهم .. قد نراهم في خيالاتنا .. قد نتعايش معهم في الحياة .. قد يقرأونا ونقرأهم في الكتب
لذلك قد تنشأ بيننا وبينهم علاقة ألفة ومودة من نوع ما .. أو نحبهم نتعايش معهم نشاركهم أجزاء من حياتنا و أحيانا حياة كاملة  .. ولكن تري يحدث ذلك نتيجة لأنهم يشبهوننا أم هناك سبب أخر غير مفهوم وغير معروف !!!
قد يعبرون عما تختلج به صدورنا وعما تريد أن تقوله أصواتنا وتتنفس به مشاعرنا ولكننا قد نعجز عن التعبير في وصف ما نحس به بجمال وصدق وصراحة وعذوبة .. ويلح علينا السؤال .. لما لا ؟؟؟  لماذا لا نجرؤ علي المصارحة والتصريح بما يدور بداخلنا  ؟؟
قد نقرأ رواية .. وتتشابه فيها الأبطال معنا ومع شخوصنا .. ونقف لبرهة من الصمت والسكوت ونتسأل كيف عرف الكاتب بذلك .. تري عاش التجربة !! أم إستخلصها من خبرات الأخرين ومصادر أخري !!

حينها تشعر بأن الكاتب يحادثك أنت .. وقد تعبر كلماته وعباراته عن أشياء لا تجرؤ عن التصريح بها فتكتب في جمل وعبارات تتناقلها .. هذه العبارات تعتبر إشارات لنا تلامس مناطق معينة في نفوسنا وفي أغلب الوقت نعود إليها من الحين والأخر لأننا نجد فيها جرئتنا التي لا نستطيع  الافصاح عنها بألسنتنا ..  فعلينا أن نشرك بعضنا البعض لمثل هذه العبارات والجمل بحكم القرابة الروحية  وذلك ممن نثق بهم .. ممن يمثلون بالنسبة الينا البراح بكل معانية علينا أن نشركهم في ماذا نعنيه عندما نضع خطوطا علي جمل بعينها وفقرات بعينها  . قد تكون هذه الجمل مفاتيح الدخول إلينا لأشياء مجهولة بالنسبة للأخرين  .. عن شخصياتنا .. اهتماماتنا وميولنا  .. الأشياء الأكثر حميمية والخصوصية فينا ..
لذلك لا تتردد في مشاركة أحدهم لك في هذا العالم ... 

Translate